اخر الاخبار

تلخيص ‏قصة ‏مسلسل ‏هجوم ‏العمالقة

كانت المواسم الثلاث الأولى من هجوم العمالقة مواسم رائعة بالفعل و من أفضل ما قد تشاهد في عالم الأنمي .. لكن الأمر الذي رفع العمل لمصاف الأعمال العظيمة التي ستبقى عالقة طويلا في الأذهان .. هو ما حصل بعدها ..

تمثلت نقطة التحول في الأمر الذي لطالما تمنينا حدوثه .. إنه معرفة سر القبو .. و بعد أن خرجنا من هناك فجأة أصبح عالم العمالقة أكبر ليضم قارات و حضارات و بشرا آخرين .. و صار الصراع أكبر و أعقد و أعمق ..

كل هذا أسس لدخول الموسم الرابع الذي يعتبر في نظري ( مع ما يليه من أحداث ) قمة قصة هجوم العمالقة .. لم يعد الصراع بسيطا بين البشر و الوحوش .. لم يعد رفاقنا دوما محقين و يتخذون فقط القرارات الصائبة .. لقد أصبح العمل أكثر إنسانية و أكثر تعقيدا .. و صار الصواب و الخطأ أكثر ضبابية ..

في الموسم الرابع تجلت فلسفة العمل بشكل أكبر .. و طُرحت أسئلة أكبر و أعمق مما طُرح في الأجزاء السابقة .. من هو العدو الحقيقي ؟ .. من هو المخطئ و من هو المصيب ؟ .. هل نحن على حق فعلا ؟ و هل الطرف الآخر مخطئ تماما ؟ .. هل الشر مبرر ؟ .. هل يمكننا أن نتعاطف مع أعدائنا ؟ .. و غيرها الكثير من الأسئلة ..
قد أتفهم أن يحب نوع من المتابعين المواسم الثلاث الأولى أكثر من الرابع لأن الشر فيها واضح المعالم و أبطالنا لا يوجد لديهم توجهات غير الالتفاف حول بعضهم البعض و التعاون للإطاحة بالوحوش .. من يحب هذا النوع من القصص الواضحة المعالم ( و هذا ليس عيبا و إنما ذوق ) فسيجد أن المواسم الثلاث الأولى هي الأفضل لأنها احتوت على أحداث رائعة و عظيمة ..





لكن من يحب أن يرى تعقيد الحياة و البشر في العمل فالموسم الرابع هو المثالي لذلك .. و ما يجعل عملا عظيما و خالدا هو طرح أسئلة أعمق و محاولة إيجاد إجابات لها أو الخروج بتصور حول العالم الذي نعيش فيه .. و لقد تعامل إيساما بشكل مثالي مع ما مهد له من صراعات اكتشفناها عندما دخلنا القبو ..

لقد أصبح العمل أكثر إنسانية و تعقيدا و لم يعد قصة بطولية كما كان في الأول بل أصبح قصة إنسانية لبشر مختلفين برغبات مختلفة و وجهات نظر مختلفة و بيئة وضعتهم الظروف في مواجهة بعضهم البعض ..

و كأغلب الصراعات التي تحصل في الحياة الواقعية ( أغلب و ليس كل و إلا فإن هناك صراعات واضحة المعالم ) في هذه الصراعات غالبا ما لا يكون هناك طرف محق تمام الحق و طرف مخطئ كل الخطأ و أفعاله نابعة من الشر .. إنما قادة يرون أن المصلحة في هذا الصراع و أناس أبرياء يعلقون في الوسط و يصبحون قت لة بسبب ذلك ..

لقد أحسن الكاتب خلق الصراع في الموسم الرابع لدرجة أنك إذا فكرت بهدوء و بعيدا عن العاطفة لا تستطيع تبين من لديه الحق و لا تستطيع أن تخرج طرفا يتصرف انطلاقا من مفهوم البطولة الكاملة كما في أعمال أخرى .. ظروف العدو و منطلقاته مشابهة لظروف الصديق و منطلقاته .. أظن أن البعض سبب له هذا التشويش خيبة أمل لأن الأمور أصبحت معقدة و اختفى الأبطال و ظهر الإنسان بضعفه و رغباته و أنانيته .. لكن هذا الأمر بالذات ما يجعل أتاك مختلفا و عظيما ليس بالنسبة لي فقط و لكن بالنسبة لشريحة كبيرة من الناس ..

لقد كان أتاك في نسق تصاعدي حتى النهاية أو على الأقل حتى الأرك الأخير الذي يمكن أن نتجادل حوله حتى الصباح و لن نصل غالبا لتفاهم و لكل شخص وجهة نظر .. لكن لا يمكن أن يدعي أحد أن ما قبله بداية من الموسم الرابع كان مملا أو ضعيفا لأنه بكل تأكيد كان من أفضل ما قد تشاهده في عالم الأنمي و عالم القصص عموما .



إرسال تعليق

0 تعليقات