اخر الاخبار

مراجعة الحلقة الأولى من أنمي ‏Fumetsu no Anata e


تقسم المراجعة لثلاثة محاور رئيسة:
1-انطباع وملخص للأحداث.
 2-نبذة عن طاقم العمل والانتاج.
3-توقع بخصوص الأحداث القادمة .
---------------------------------------------------------------------
{انطباع وملخص للأحداث }

*ماهية الشيء:
جسمٌ مستديرٌ يلتقط بعض الانعكاسات، قرر من يملكه إطلاقه نحو الأرض ومراقبته، اتخذ هذا الشيء في البداية شكل صخرة، تحول بعدها إلى هيئة الطحالب، ثم إلى ذئب، هذا التحول الأخير أكسبه وعياً مكّنه من تقليد سلوك الذئب بحيث أصبح قادراً على المشي. هذا التحول يبدو في ظاهره تقليداً للشكل والهيئة فقط، لكنه تقليد يمنح الشيء أكثر من ذلك، وعي الكائن المقلد، وايجابياته وعيوبه( كما ظهر من تقليد جرح الذئب وجرح الفتى لاحقاً)، والإحساس بما حوله( كالألم الذي سببه الجرح، وتجربة برد الرياح ورائحة الثلج). هذا الوعي وهذا الإحساس يتغير بتغير الكائن المقلد، فمما ظهر في نهاية الحلقة من كلام الراوي بأن "الشيء" سيجرب المشاعر التي أراد تجربتها الفتى، فإنه سيكتسب وعياً كوعي البشر، وإحساساً كإحساسهم، وبالتالي سيخوض تجارب مشابهة تماماً لواقع البشر.( بخصوص التحفيز سأتحدث عنه بشكل أكبر في التعليق الأول). 
--------------------
*قصة الفتى:
منذ صغره، كان يعيش مع أقاربه في بيئة باردةٍ شديدة الظروف، وبسبب هذه البيئة أرادوا تركها والرحيل إلى مكان يدعى الجنة، فيه الكثير من البشر والموارد التي تضمن حياة أفضل، وعند مغادرتهم تركوا الفتى مع العجائز بسبب عض ذئبه لسائقه، بعدها ماتت العجائز، وبقي الفتى طول هذه المدة لوحده يعيش مع ذئبه، يأمل في عودة أقاربه لإحضار الهدايا له من الجنة، أمله تجلى في رسمه لأقاربه على حائط بيته وحرصه الشديد على عدم نسيانهم.
قرر الفتى مغادرة المكان الذي يعيش فيه، تقوده رغبته في مقابلة الناس وتجربة مختلف المشاعر( حتى لو كان بعضها سيئاً)، ورغبته أيضاً في اكتشاف العالم.
تجهز الفتى ومضى في طريقه للجنة جنوباً وفقاً لكلام عمه، تقوده إشاراتٌ وضعها من سار قبله في هذا الطريق، يمشي صباح ويبيت في خيمته مساءً، حتى أتى ذلك اليوم الذي رأى فيه شجرةً ظن عند رؤيتها أنه اقترب من الجنة، ليسقط بعدها في نهر جليدي ويصاب في قدمه، إلا أنه استمر في المسير وظنّ أن سبب عدم عودة الآخرين هو وصولهم للجنة، حيث دفعه هذا الأمر للمضي في سيره وهو يخاطب الذئب: "سنمشي غداً أيضاً، وبعد غدٍ وما بعد بعد غد، عليك استخدام قوتك ما دمت تمتلكها!" كلام وإن بدا موجهاً للذئب، إلا أنها مخاطبة لنفسه لرفع معنوياته وشحذ همته، فهو لا يريد أن يتعفن مع ذلك المنزل طول حياته، بل يريد المضي والتخلص من حالته هذه.
أكمل الفتى رحلته حتى وصل إلى مكان توجد فيه حطام عربات، وشواهد لأصحابها، حاول الفتى مداركة نفسه وأخذ يقنعها بأنه في المسار الصحيح، وبأنه بالتأكيد يمكنه فعلها؛ لحظتها انهمرت عينيه بالدموع، دموع تحمل يأسه وحزنه، ونهاية حلمه واستحالة الوصول إليه، دموع أدرك معها أنها كان وحيداً يخاطب نفسه طول الوقت، يخاطبها حيناً، ويواسيها أحياناً، كل ذلك انهار لحظة انهيار بصيص الأمل ذاك، ذاك الذي قاده لرؤية أقاربه فلم يقده إلى لرؤية شواهد قبورهم!
عندها عانق ذئبه متأسفاً عما قاله، وكأنه يعتذر لنفسه ويقول: ليتني لم أبقى لوحدي لمدة خمس سنوات!
عندها عاد أدراجه محملاً بإحباطه وبخيته، وبذلك الجرح الغائر في فخذه.
عاد وبكى، وأصبح طريح الفراش حتى نفذ طعامه، وآلمه جرحه حتى ساءت حالته، وفي لحظة ما وعى على نفسه وإذ به ملقىً على الأرض، عندها أدرك قرب نهايته، فقام إلى الكرسي وجلس عليه قائلاً: "لا أريد أن أكون مستلقياً عندما يعود الجميع، لأني سأبدو مثيراً للشفقة!".
كلماته الأخيرة خاطب بها الذئب قائلاً: "أريدك أن تفعل شيئاً من أجلي، تذكرني للأبد!"
ثم أسند رأسه على الكرسي وفارق الحياة.
سقط على الأرض، واقترب منه الذئب ، لحظتها اتخذ هيئته فأصبح إنساناً، ثم أعاد الفتى إلى الكرسي وخرج من منزله وهو ينظر إليه نظرة ربما تعبر عن أنه سيبقى وفياً له للأبد!
----------------------------------------------------------------------
{نبذة عن طاقم العمل والإنتاج}

هذه الحلقة وما احتوته من أحداث عرضت بطريقة رائعة أقرب ما تكون لفيلم، فهذه الأحداث التي اتسمت بالدراما ( كما هو متوقع من أويما يوشيتوكي مؤلفة قصة فيلم الصوت الصامت) رافقها أداء موسيقي مذهل، فالمؤثرات الصوتية والأوستات أجمع غالبية المتابعين على أنها أعطت للعمل بعداً آخر ومستوى مناسب جداً للأحداث التي حصلت، بحيث خرج المتابع بتجربة رائعة عززها دور مؤدي صوت الراوي تسودا كينجيرو وأسلوبه(أدى دور شخصيات من أهمها: سوكايدو من أنمي Id:Invaded, ونانامي من أنمي Jujutsu Kaisen )، أما شخصية الفتى فقد أدى صوتها كاوشيما ريجي، أداء رائع غير متوقع من مؤدٍ يشارك في أول عمل له. 
هذا المستوى الرائع غطى -ولو قليلاً- على مستوى رسم الأنمي الجيد إلى الجيد جداً والمعتاد من استوديو Brain's Base( أبرز أعماله: Yahari S1, Durarara, Baccano)
-----------------------------------------------------------------------
{توقع بخصوص الأحداث القادمة}

رغم الانطباع الإيجابي الذي أبداه غالبية المتابعين بعد الحلقة الأولى، إلا أن هنالك تخوفاً من أن تصبح القصة متوقعة وواضحة، لكن كلام قراء المانجا عن القصة والأحداث القادمة ومستواها يبدو مطمئناً، وما سيأتي تالياً توقعٌ بخصوص ما سيحدث:
إن مرور "الشيء" أو هذا الكائن بأحداثٍ مختلفة عندما يقابل كل شخصية جديدة ينشاً عنه أقرب ما يكون لقصص مستقلة، نهاية كل قصة منها متوقعة، موت هذه الشخصية التي يقابلها وتحول الكائن إلى هيئتها. هذا الأمر ربما يجعل ما سيحدث متوقعاً ومكرراً، بحيث يصبح الهدف الأول والأخير لهذا الكائن التطور لا أكثر، لكن لو تم عرض التطور بطريقة مختلفة بحيث يكتسب الكائن أهدافاً معينة يطمح لتحقيقها في كل مرة يقابل فيها أحدهم، أو حتى أهدافاً يصنعها الكائن بنفسه ويريد تحقيقها، يصبح الأمر أكثر من نتيجة حتمية متوقعة، لأن هذا الكائن ستصبح له شخصية لا تتأثر بالآخرين فقط، بل ربما تُأثر بهم أيضاً.
ما سبق يحدده بضعة أمور ظهرت في هذه الحلقة وربما ستظهر في الحلقات القادمة:
 • مستوى الوعي الذي يمكن أن يصل إليه الكائن( كما حدث عندما تحول للذئب واكتسب وعياً يستطيع الإدراك به) 
 • المشاعر التي ستَنْتُج عن التجارب والمواقف التي يمر بها( كما ذكر الراوي في نهاية الحلقة الأولى بأنه سيلتقي بمختلف الناس ويتذوق مختلف أشكال المشاعر). 
-----------------------------------------------------------------------
ختاماً ربما ستحمل القصة في كل حدثٍ من أحداثها بعداً إنسانياً معيناً، فكما بدا في الحلقة الأولى من إرادة العيش لدى الفتى ورغبته في اكتشاف العالم ومخالطة الآخرين لتجربة مختلف أنواع المشاعر، ربما سيظهر في الحلقات القادمة ما يشابه ذلك من أمورٍ تتشارك في مضمونها.

ما رأيكم في الحلقة، وماذا تتوقعون أن يحدث مستقبلاً؟

إرسال تعليق

1 تعليقات